كيف تستفيد من الإنترنت؟ إن أول إجابة تتبادر للذهن عند طرح هذا السؤال هو أنها وسيلة للترفيه وتمضية الوقت، وفي بعض الأحيان هي وسيلة للحصول على المعلومات العاجلة والضرورية التي نحتاجها في حل المشاكل التي تواجهنا في حياتنا اليومية. لكن في الواقع الإنترنت هي أكبر شبكة معلومات عرفتها البشرية، ومع الأسف لا زالت أغلب استخداماتها خاصةً في عالمنا العربي تركز على الجانب الترفيهي. لا سيما مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وميل الأغلبية لاعتبار كل أدوات الإنترنت تواصلية ترفيهية.
لكن معطيات الواقع تشير إلى العديد من الأشخاص الذين لم تسمح لهم ظروفهم بتحقيق أهدافهم فقاموا باستخدام الإنترنت في الوصول لأهداف عالية المستوى؛ واستطاعوا أن يتعلمو العديد من المعارف والمهارات التي قد لا يستطيعون تحصيلها في أماكن وظروف أخرى. الأمر الذي يثبت إمكانيات الإنترنت اللامحدودة في تطوير الذات والتنمية. وهذا الأمر يتوقف أولاً وقبل كل شيء على حسن استخدام هذه الوسيلة ومعرفة توظيفها في تحقيق أهدافك. وعليه سوف نتعرف في هذا المقال على أهم وأبرز المجالات التي يمكنك تعلمها عن طريق الانترنت وتحقيق فوائد معرفية ومادية عديدة، منها:
1- تعلم لغة جديدة أو قوي لغتك:
إذا كنت طالباً أو تحب تعلم اللغات الجديدة، أو تحتاج لتقوية لغتك الحالية وتطوير نفسك في عملك لكنك لا تمتلك الإمكانيات المادية أو التدريب الكافي؛ لم يعد من الضروري صرف المبالغ المادية للتسجيل في الدورات التعليمية وتلقي الدروس الخصوصية في وجود الإنترنت…
تتخصص العديد من المواقع في تعليم اللغات. لعل أشهرها وأكثرها شعبية في هو موقع Duolingo الذي يتيح تعلم أكثر من 20 لغة. كذلك نجح العديد من الأشخاص الذين يتقنون اللغات في تعليمها عبر شبكة الإنترنت وبشكل مجاني. والأهم من ذلك تقديم المادة العلمية في جميع الأشكال التعليمية التفاعلية عبر النصوص المترجمة للعديد من اللغات، بالإضافة للتسجيلات الصوتية التي تساعدك على النطق السليم للكلمات والجمل. وحتى مرئياً عبر جلسات مباشرة أو مسجلة يظهر فيها المدرس وكأنه أمامك.. ماذا تنتظر؟ أبدأ الآن
2- تعلم مهارات التصميم الجرافيكي:
هذا المجال الذي كان حكراً على فئات معينة مثل المهندسين ومحترفي الحاسوب والمعلوماتية، والإعلاميين وغيرهم؛ لم يعد كذلك بعد انتشار الإنترنت. فإذا كنت تمتلك الموهبة في الرسم والتصميم أم لا يمكنك الآن تعلم مهارات التصميم الجرافيكي بسهولة وباستخدام الإنترنت ومن دون الحاجة إلى مدرس خصوصي أو محترف ينقل لك خبرته بمقابل مادي. حيث يمكنك تعلمها بشكل ذاتي وبالاعتماد على نفسك عن طريق الدورات التدريبية في هذا المجال المنتشرة بكثرة على العديد من المنصات والموقع على الشبكة. لعل أبسطها بالنسبة لك إذا كنت مبتدئ هو الفيديوهات التعليمية على موقع يوتيوب، فكل ما عليك فعله هو البحث واختيار الدورة والشرح الذي يناسبك ثم البدء بالتطبيق العملي. والرائع في هذا المجال أنه يطور أدائك المهني ويزيد من دخلك المادي في حال أتقنته باحتراف؛ نظراً لما يتميز به هذا المجال من أهمية كبيرة في جميع المجالات اليوم.
3- تعلم أساسيات تحرير الفيديو والمونتاج:
إن أحد الأمور التي لا يعرفها الكثير هو أن عملية تحرير الفيديو والمونتاج واحدة من أكثر المهارات طلباً في سوق العمل اليوم؛ ليس في المجال الاتصالي والإعلامي فقط بل في جميع المجالات المهنية والترفيهية. ذلك نتيجة التوسع الكبير في استخدام الإنترنت من قبل جميع الفئات في أي مجتمع وحاجة هذه الفئات لمحرري الفيديو المحترفين لإنشاء وتصميم مقاطع الفيديو سواء كانت إعلانية وترويجية لأصحاب المنتجات والخدمات أو علمية و ترفيهية لصناع المحتوى والمدونين.
4- تعلم فن التصوير بأنواعه:
على الرغم من اعتبار التصوير موهبة تحتاج للتدريب العملي المكثف لتنميتها إلا أن العديد من الأشخاص المبدعين اليوم في هذا المجال تعلموا أساسيات التصوير وأسراره من الإنترنت وتدربوا بشكل ذاتي بالاعتماد على ما يمتلكونه من أجهزة ذكية.
أنت ايضاً يمكنك أن تكون مصوراً محترفاً بالاعتماد الكامل على شبكة الإنترنت. فلم يعد التصوير يتطلب منك امتلاك أجهزة التصوير عالية الجودة أو باهضة الثمن. حيث يمكنك أن تنتج صوراً في غاية الدقة والاحترافية من خلال ما يوفره لك هاتفك الذكي من مميزات وتطبيقات.
5- تعلم مهارات التسويق الإلكتروني:
لا يخفى على أحد اليوم الأهمية الكبيرة التي يحظى بها التسويق الإلكتروني. فأنت فعلياً لا تتثق في أي منتج أو خدمة لا تُعرف عن نفسها عبر الإنترنت عموماً ومواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص. وعلى هذا الأساس يمكنك أن تتخيل مدى حاجة هذه الشركات والعلامات التجارية، وحتى أصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة لك إذا كنت مسوقاً إلكترونياً ناجحاً.
ستسأل نفسك كيف أصبح مسوقاً إلكترونياً؟! قد تقول أن التسويق يعد علماً قائماً بذاته؛ فكيف يمكنني إتقانه دون تعلمه أكاديمياً؟! في الحقيقة إن مجال التسويق أيضاً من أكثر المجالات التي حظيت باهتمام كبير على الشبكة. فالعديد من الدورات التسويقية المتاحة على الشبكة مجانية، ولحسن الحظ أن العديد من هذه الدورات تمنحك شهادة مسوق معتمدة في نهاية الدورة التدريبية بما يمكنك من العمل على أساسها. كما يمكنك أيضاً الاستفادة من معرفة خبراء التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي.
6- تعلم فن الطهي وإعداد الطعام:
إذا كنت من هواة الطهي وتعشق إعداد وتقديم الطعام؛ فلم تعد بحاجة للاستعانة بوصفات الآخرين السرية أو انتظار برامج الطبخ التلفزيونية وخبرة طباخ معين. حيث يمكنك ببساطة تطوير خبرتك في هذا المجال على المستويين النظري والعملي عن طريق الاستفادة من الكم الهائل من الوصفات المتاحة على شبكة الإنترنت.
كما يعد المحتوى المتعلق بالطهي وفن تقديم الطعام من أكثر المجالات انتشاراً. خصوصاً في عالمنا العربي الذي يتميز بتعدد مطابخه. فاليوم آلاف الأشخاص ولا سيما ربات المنازل حققن تجارب ناجحة في هذا النوع من المشاريع.
7- تعلم الحرف اليدوية وتكرار الأشياء:
العديد من الأشخاص يفضلون إعادة تدوير الأشياء القديمة بدلاً من رميها، وقد تكون أنت من هواة هذا الفن الحرفي.لكن مهما كنت موهوباً فإنك ستحتاج إلى أفكار إضافية تقوم بتطبيقها، ومن هنا يمكنك الاستعانة بالإنترنت للحصول على المزيد من الأفكار. حيث يحتوي اليوتيوب على الكثير من المقاطع المتخصصة في هذا المجال، وأشهرها السلسلة الخاصة بقناة 5minute crafts (أفكار إبداعية في 5 دقائق) والتي تعتبر رائدة في هذا المجال.
إن ما يميز هذا المجال أنه حرفي لا يُدرس ولا يتم تعليمه رسمياً. لذلك يمكنك أن تقوم بتعليمه للآخرين عبر الشكبة على غِرار المشروع السابق. كما يمكنك أن تقوم بالتدوير وصناعة الأعمال اليدوية وبيعها للآخرين أونلاين. فكل ما تحتاج إليه هنا هو حساب خاص بعملك على أحد مواقع التواصل الاجتماعي تعرض به أعمالك وتتلقى عبره الطلبات. بالأضافة إلى ورشة عمل صغيرة في أي ركن داخل منزلك.
8-اِعْمَلْ عن بعد أو على الشبكة:
المقصود هنا مهما كان اختصاصك أو المجال الذي تعمل فيه يمكنك تطوير أدائك وتحقيق نتائج أفضل وزيادة إنتاجك ودخلك المادي بشكل ملحوظ. كل ما عليك فعله أن تدخل في عمل إضافي عن بعد. فهناك العديد من مواقع التوظيف التي تعمل كوسيط لنشر إعلانات الشركات والأعمال التي تحتاج موظفين عن بعد.
من ناحية أخرى إذا كنت تمتلك أياً من المهارات التي تم ذكرها أعلاه، أو مهارات أخرى ولكنك عاطلاً عن العمل؛ أتجه فوراً إلى سوق العمل البديل على الإنترنت والذي يمنحك فرصاً أقوى وأوسع بعيداً عن القيود الجغرافية والاقتصادية.
إقرأ أيضاً: إيجابيات وسلبيات العمل عن بعد.
9- اِقْرَأْ باستمرار:
مهما كنت مشغولاً أثناء اليوم فلابد أن تتصفح الإنترنت ولساعات طويلة. وغالباً ما يكون هذا التصفح ترفيهياً بغرض التسلية وتمضية الوقت أو قد يتخذ أحياناً شكل الإدمان. لذلك يمكنك تخصيص جزء من وقت فراغك لتتصفح فيه المواقع الثقافية المفيدة التي تزيد مخزونك المعرفي. أيضاً يمكنك قضاء وقتك الضائع في المواصلات والانتظار في قراءة الكتب الإلكترونية.
إقرأ أيضاً: تطبيقات لقراءة الكتب صوتياً.
10- أَكْمِل تعليمك:
تتزايد أهمية التعليم عن بعد والتعليم الافتراضي يوماً بعد يوم، لما يتضمنه هذا النمط من مرونة كبيرة في إتمام العملية التعليمية. فالعديد من الأشخاص الذين لم يتسنى لهم متابعة تعليمهم لأسباب عديدة مثل إقامتهم في مناطق بعيدة عن المؤسسات التعليمية، أو بسبب ظروفهم الاجتماعية كالزواج ورعاية الأطفال، أو العمل وغيرها من صعوبات الحياة؛ يمكنهم اليوم التغلب عليها والحصول على شهادة جامعية، أو إتمام الدراسات العليا بالتزامن مع أنشطتهم ومسؤولياتهم الأخرى. ذلك عبر الالتحاق بالمعاهد والجامعات الافتراضية التي تتيح لهم المواد والبرامج التعليمية بصيغ رقمية، بالإضافة إلى الجلسات والصفوف الافتراضية وغيرها من أنظمة تقديم الامتحانات عن بعد ومن أي مكان في العالم.