على الرغم من أن قسائم الشراء أو كوبونات الخصم وُجِدت قبل انتشار الإنترنت وهي أسلوب قديم اتبعته المتاجر التقليدية قديماً؛ إلا أن هذا المفهوم أو هذه الوسيلة قد تطورت كثيراً وزاد انتشارها بعد الاستخدام الواسع لشبكة الإنترنت، وبعد أن أصبح التسوق الإلكتروني نموذج أساسي للشراء في الوقت الحاضر. إذا كنت من الذين لم يجربوا التسوق عبر الإنترنت أو أنك أساساً تحب هذا النوع من التسوق؛ إليك هذا الدليل لتعرف أكثر ما هي أكواد الخصم وكيف تستفيد منها؟
أولاً: ما هي أكواد الخصم؟
كود الخصم هو عبارة عن رمز يتكون عادةً من مجموعة من الأحرف والأرقام التي تعمل على تخفيض السعر الإجمالي للمنتجات أو الخدمات بمجرد إدخالها عند إتمام الشراء عبر الإنترنت. وتعتبر أكواد الخصم واحدة من أهم الوسائل الترويجية التي تستخدمها المتاجر ضمن حملاتها التسويقية.
ثانياً: أنواع أكواد الخصم:
يساعدك التعرف على أنواع الأكواد ووظائفها في اختيار أفضل العروض وأقل الأسعار، إليك بعض الأنواع الشائعة:
1- كود الخصم الثابت:
يمنحك هذا النوع خصماً بمبلغ ثابت يحدده البائع، على سبيل المثال قد يكون الكوبون مخصص لخصم 50 ريال.
2- كود الخصم النسبي:
يعتبر هذا النوع الأكثر شيوعاً؛ ويمنحك خصماً بنسبة مئوية من إجمالي سعر الطلب. وتبدأ خصومات المتاجر الإلكترونية من 1 أو 5 % وتصل إلى أكثر من 80%. على سبيل المثال إذا كان السعر الإجمالي في حقيبة الشراء 100 ر.س فإن كود خصم 10% سيخصم لك 10 ر.س من إجمالي سعر المشتريات.
3- كود الشحن المجاني:
يوفر عليك هذا النوع من الأكواد تكلفة رسوم الشحن. على عكس الكود السابق الذي يخفض سعر المُنتجات ولكنه لا يعفيك من رسوم الشحن.
4- كود الخصم لأول عملية شراء:
تمنح معظم المتاجر الإلكترونية أكواد خصم مخصصة للعملاء الجدد على أول طلب أو عملية شراء. والهدف من ذلك هو كسب رضا المستخدم وتحويله من من مشتري إلى عميل دائم.
5- كود الخصم الموسمي:
تقدمه المتاجر خلال فترات معينة من العام مثل الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية، بالإضافة إلى عروض نهاية العام.
ثالثاً: كيف تستفيد من أكواد الخصم؟
قد تبدو الإجابة على هذا السؤال بديهية وهي أن أكواد الخصم تستخدم بشكل رئيسي في الحصول على أقل سعر عند الشراء أونلاين، هذا صحيح وينطبق عليك إذا كان هدفك هو التسوق والشراء.. وصحيح أن الفائدة الأخرى التي تتبادر للذهن هي التي يحصل عليها التاجر الذي يمنح هذه الأكواد للعملاء فيزيد من مبيعاته ويروج لمنتجاته؛ وبالتالي تزيد أرباحه. ولكن ما نريد الحديث عنه هنا هو إمكانية تحقيق فائدة ثالثة من أكواد الخصم؛ فبدلاً من إنفاق رصيدك المالي على التسوق أونلاين يمكنك زيادة هذا الرصيد من خلال الربح من أكواد الخصم.
أعتقد أنك لديك فكرة حتى لو كانت بسيطة، أو صادفت في العالم الافتراضي أشخاصاً يسوقون لأكواد الخصم الخاصة بهم ويربحون من عمليات الشراء التي تستخدم أكوادهم. إذا كان هدفك الربح عن طريق الأكواد يمكنك التعرف على الأساسيات والاستتراتيجات من خلال هذا المقال.
رابعاً: طرق الربح من أكواد الخصم:
يعتبر الربح من خلال أكواد الخصم أحد أحدث نماذج العمل الحر والربح عن طريق الإنترنت، ويعتمد على التسويق الإلكتروني لأكواد الخصم من خلال صناعة المحتوى الرقمي بكل أشكاله. بمعنى آخر هو عبارة عن اتفاق بين التاجر وبين المسوق أو بين المتجر وبين صانع المحتوى الذي يعمل على نشر كود الخصم الذي يمنحه إياه المتجر وتوزيعه على أكبر عدد من الجمهور لجذبهم وتحويلهم إلى عملاء للمتجر يمكن كسب ولائهم. وهذا ما يحقق المنفعة لكل من البائع والمشتري والمسوق.
يمكنك استخدام هذا الأسلوب والربح من أكواد الخصم سواء كنت مسوقاً إلكترونياً. أو إذا كان لديك مقدرة على التدوين وكتابة المحتوى، حيث يكفي أن يكون لديك موقعاً إلكترونياً يحتوي على عدد جيد من الزوار. ناهيك عن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي في جميع المجالات. على سبيل المثال إذا كنت تمتلك حساب على انستغرام للأخبار والنصائح التقنية يمكنك التسويق لأكواد خصم للمنتجات والأجهزة الرقمية.. وكذلك الأمر بالنسبة لجميع المجالات.
وأياً كانت الوسيلة التي تريد استخدامها لتسويق الأكواد؛ إليك بعض الطرق والاستراتيجيات الأكثر شيوعاً، والتي سيمكنك كل منها من تحقيق أرباح مُرضية إذا أحسنت استخدامها.
1- التسويق بالعمولة:
هي برامج تقدمها المتاجر الإلكتروينة لترويج منتجاتها؛ تمنح من خلالها أصحاب المدونات والمواقع أكواد خصم على منتجاتها من جميع الأنواع. يحصل صاحب الكود على عمولة من المبيعات في حال استخدام الزوار لكود الخصم الخاص به.
2- الشراكات مع المتاجر:
وتعني تعاونك مع المتاجر وحصولك على أكواد خصم حصرية تقتصر على جمهورك من زوار أو متابعين، ويعتبر هذا الأسلوب من أكثر الطرق التي تزيد من عدد الزوار والمبيعات التي تتم بواسطتك.
3- المحتوى المدعوم:
يعني أن تقوم بإنشاء محتوى خاص لترويج أكواد الخصم، فإما أن تكتب مقالات أو تنشئ فيديوهات تتحدث فيها عن أي موضوع ذو صلة بنوع المنتجات التي يشملها الخصم؛ أو أن تخصص المحتوى بشكل مباشر وعلني لتوضيح مزايا الكوبون الذي يتم الترويج له مقابل الحصول على دفعات مالية من المتجر.
4- الاشتراكات المدفوعة:
يُستَخدم هذا الأسلوب إذا كنت تقدم محتوى مميز أو خدمات استشاري. بالإضافة إلى المنتجات الرقمية التي قد تكون دورات مدفوعة؛ والتي تقدم أكواد الخصم كجزء من خدمة الاشتراك المدفوع.
5- المسابقات والهدايا:
لترويج أكواد الخصم الخاصة بك؛ يمكنك أن تنظم لمتابعيك أو زوار موقعك فعاليات ومسابقات تقدم للفائزين فيها هدايا وجوائز تتمثل في أكواد الخصم. الأمر الذي يزيد من تفاعلك مع جمهورك ويعزز ولائهم لك.
6- البريد الإلكتروني:
يوصي الخبراء بضرورة استخدام البريد الإلكتروني لترويج أكواد الخصم، نظراً لفعاليتها في جذب العملاء الحاليين والمحتملين.
أكثر ما ينتظره المستخدمين عند اشتراكهم في النشرات والقوائم البريدية هو الحصول على أفضل العروض وأقوى الخصومات. ومن هنا تأتي ضرورة توظيف البريد الإلكتروني لتسويق كوبوناتك.
7- مراجعة الخدمات والمنتجات:
إذا كنت تقدم كود خصم لمنتج ما أو خدمة فإن أفضل طريقة لترويج الكوبون هو تجربة هذه المنتجات والخدمات وتقييمها ثم مشاركة هذه التجربة مع متابعيك. على سبيل المثال صوّر فيديو عن مزايا وخصائص المنتج ثم قدم كود الخصم في النهاية بعد أن تكون أقنعت العميل بالشراء.
8- الندوات عبر الإنترنت:
ويعني أن تنظم الندوات والجلسات والدورات في مجال اختصاصك تقدم للمشاركين فيها المعلومات التي تفيدهم، ثم تمنحهم كوبونات حصرية في نهاية الجلسة.
9- التعاون مع المؤثرين:
تعتبر هذه الطريقة فعالة جداً لأنها ستساعدك في الوصول إلى جمهور جديد؛ وبالتالي زيادة أرباحك عن طريق التعاون مع أصحاب المدونات والمؤثرين من نفس مجالك والترويج من خلالهم لأكواد الخصم.
10- تحليل الأداء:
يعني استخدام أدوات معينة لمتابعة أداء الأكواد الخاصة بك؛ الأمر الذي يساعدك على فهم العوامل التي تجعل الأكواد أفضل وأكثر فعالية. وتشمل التحسينات التي يمكنك القيام بها عدة مجالات مثل تعديل نسبة الخصم، وتنسيق الكود من نص وألوان ….إلخ.
11- التحسين لمحركات البحث:
يعني تحسين ظهور الصفحات التي تروج لكوبوناتك في نتائج البحث لدى محركات البحث مثل جوجل. لأنه كلما زادت فرصة ظهور صفحاتك في النتائج الأولى؛ زادت معها فرصة انتشار أكواد الخصم واستخدامها من قبل الجمهور؛ وبالتالي زيادة المبيعات والأرباح.
خامساً: القيود على أكواد الخصم:
توجد مجموعة من القيود والضوابط التي تفرضها عليك المتاجر قبل أن تمنحك أكواد خصم لمنتجاتها. وذلك لعدة أسباب تتعلق بمنع إساءة استخدام الكود بطرق خاطئة، بالإضافة إلى إدارة التكاليف والتحكم فيها. فمن غير المنطقي أن يمنح البائع خصم كبير يقلل أرباحه بشكل يعيق من تغطية تكاليف المنتج.
من ناحية أخرى يتم تقييد أكواد الخصم بهدف تحفيز العملاء على الشراء. فغالباً ما نستطيع اتخاذ قرار فوري بالشراء إذا كان العرض مقيد بمدة محدودة. علاوة على أن وجود قيود أخرى مثل القيود الجغرافية و القيود على منتجات معينة تساعد المتجر في استهداف العروض بدقة؛ وبالتالي رفع كفاءة الحملات التسويقية.
وأخيراً تضمن القيود على أكواد الخصم إقبال العملاء على الشراء بكثافة تمنع كساد المنتجات. إليك بعض القيود التي يتم تطبيقها على استخدام أكواد الخصم:
1- تاريخ انتهاء الصلاحية:
يهدف إلى الموازنة بين تكاليف إنتاج السلع والأرباح المحققة منها. وهذا يعني أن يكون للكود مدى زمني معين لا يمكنك استخدامه بعد انتهائه.
2- الحد الادنى للشراء:
يعني تخصيص الكود للطلبات التي لها حد مالي أدنى معين. على سبيل المثال لا يعمل كود الخصم على الطلبات التي تقل عن 100 ر.س ؛ بمعنى آخر تستطيع استخدام الكود عند وصول المبلغ الإجمالي للمشتريات إلى 100 ر.س فما فوق. ومن المتاجر التي توفر هذا النوع من الأكواد بكثرة شي إن.
3- الاستخدام لمرة واحدة:
تشمل الأكواد التي يتم استخدامها لمرة واحدة من قبل كل عميل، هدفها الحد من تقديم الخصومات بشكل يقلل من التأثيرات السلبية على الأهداف الربحية للمتجر، يناسب هذا النمط المتاجر الحديثة التي لا تملك ميزانية ضخمة تسمح لها بوضع خطط ترويجية واسعة.
4- المنتجات أو الفئات المستثناة:
يعني أن تكون هناك منتجات معينة أو فئات لا يشملها الخصم، ويعود هذا الاستثناء إلى كون هذه المنتجات ذات تكاليف عالية يعيق تخفيض سعرها تحقيق الربح المطلوب منها لتغطية التكلفة، أو ربما يكون السبب ببساطة أن الخطة الترويجية التي يتم تطبيقها تستهدف فئات معينة.
5- عدم الجمع بين الأكواد:
يعني ألا تستطيع الجمع بين أكثر من كود خصم بنفس الوقت، بمعنى آخر أن تفضل المتاجر منح الأكواد لأكبر عدد من المسوقين بدلاً من منح أكثر من كود لمسوق واحد، والسبب أن الطريقة الأولى تتوافق مع أهداف المتجر في زيادة شهرته وانتشار منتجاته وزيادة مبيعاته.
6- القيود الجغرفية:
تكون الأكواد صالحة في دول أو مناطق جغرافية معينة مثل مدن أو مقاطعات أو ولايات دون الأخرى، ويتمثل الهدف من استخدام هذا النوع من القيود في التوافق مع استراتيجية الاستهداف الواردة في الخطة التسويقية للمتجر.
7- القيود على الفئات العمرية:
تكون الأكواد مخصصة وموجهة لفئات عمرية معينة مثل طلاب المدارس، الأطفال، كبار السن….إلخ.
8- القيود على الأجهزة:
يتم تخصيص أكواد خصم لا تعمل إلا عبر تطبيقات الهاتف المحمول وليس الموقع الإلكتروني؛ بهدف زيادة عدد مستخدمي التطبيق.
اِقْرأْ أيضاً: التسوق الآمن عبر الإنترنت؛ أفضل النصائح لحماية بياناتك وأموالك